الخطاب الفكري بين الجالية المثقفجية وفرض التنظير

لا شيئ أفضل من غذاء الكتابة لسد الجوع الذي يتسبب به الكبت الفكري الذي يحيط مجتمعاتنا التي لا تعتزم ولا تنوي حتى أن تقفز خطوه وحده نحو الأمام ولا أخفيك سرا ً يا قارئي العزيز أني أختبئت عن المجتمع المتأخر حتى أتلذذ بكتابة شيئ يمكن نفسي من الهدوء المطلوب ويجعل خطابي الفكري في مأمن عن جالية تعيش في مجتمعاتنا وللأسف منتسبيها يتكلمون نفس لغتنا وتمضي بنفس أسلوب حياتنا إلا أنها تفتقر إلى لقليل من التفكير والذي قد يجعلها هذا القليل تنمو بشكل كبير ولكن لا حياة لمن تنادي .

إن الخطاب الفكري في مجتمعاتنا هش جدا إلى درجة أنه يتأثر بما يدور حوله من تصرفات فرديه ولكل منا خطابه الذي يبني عليه المفاهيم والأسس لأن الشبه في الخلق لا يعني الشبه في الأخلاق ولكن أن يتم تقليد الخطاب الفكري لدى البعض بشكل أو بآخر ويتم تغيير بعض الأساسيات هذا يدعو إلى نوع من التخوف لأن هناك تزييف قد يحصل وثغرات قد تفتح وتقليد أعمى يودي إلى التهلكه .

ان المرتبة الثقافية الراقية التي يتطلع للوصول إليها البعض حق لاضرر فيه بل ومن أبسط الحقوق ولكن مايجري من أحداث ومستجدات يوميه نراها ونسمع ببعضها تدعونا للتوقف وتوسيع النظر على الشارع العام حيث أصبح سخيا بمقلدين لم ينتج عنهم إلا ماهو سلبي على المظهر وطريقة التفكير والمجتمع فما يكتبه بعض كتاب السياسه مثلا من تنظير سياسي لا ينم على قرارات المؤسسات الرسمية التي تصنع القرار بعد تعب ومجهود بل هي فلسفة تنم عن رأي شخصي لا يمثل أكثر أطياف المجتمع وهذا طبعا ما جعل من وسائل التواصل الإجتماعي ساحة مفتوحه للقتال الفكري حيث إنشغل بعض الرواد بإشغال الناس وأنشغل كثير من الناس عن مستقبلهم التعليمي والوظيفي بما هو ليس من تخصصهم فعندما سحبت بعض الدول الخليجية سفرائها من جارتهم العزيزة تحول بعض كتاب الرأي إلى مدفعيات تشتم وتقطع في ذمم شعب بأكمله بينما كان البيان يمنع مساس الشعب ومساس الكيان بأي أمر وإنما ما حصل شأن دبلوماسي بحت لا علاقة لكتاب الرأي فيه ولا لغيرهم ولكن ماذا يفعلون بأشخاص يحبون التدخل في ما لا يعنيهم دائما حتى إمتد هذا بسبب بعض كتاب الرأي إلى العلاقات العائلية الشخصية وتبادل بعض الإتهامات ” أسف هي ليست إتهامات بل خزعبلات ” حتى أدى ذلك إلى التفكك المجتمعي وليس للسياسة علاقة بذلك بل هي ” لقافة ” وكيف أن يكون أولئك القوم مثقفين بعد هذا بل هم يحاولون ” التثيقف ” ولم ينجحوا في هذا ولله الحمد والمنه وطبعا لست متخصصا بالسياسه لأقرر نيابة عن السياسيين ولكن في ما يتعلق بالمجتمعات هي مجتمعات متقاربه هناك نسب وهناك قرابات عائلية ورغبت بتوضيح هذا حتى لا يعترض ” مثقفجي ” يحاول الصيد في الماء الذي يحاول تعكيره .

مجتمعيا أيضا هناك من يحاول أن يثبت للجميع بأنه ذو مشاعر رقيقة جدا ً فأخذ أنظارنا نحو عمال النظافة واللذين نكن لهم كل الإحترام ويحاول إظهارهم بمظهر مظلوم وان الظالم هو الشخص السعودي الغير مبالي طبعا هو بشكل أو بآخر صنع الإقصاء بمشاعره الرهيفة وكأنه لا يوجد لدينا راقين فكريا وخلقيا حيث يدعون لدعمهم بشكل متواصل بحجة أن رواتبهم ضئيلة جدا بينما لو كثف مجهوده قليلا وتحدث مع الجهات المعنية لتم فرض شرط جزائي تجاه الرواتب الضعيفه في نفس الوقت الذي يغرد بدعم العمالة وهو يقف عند إشارة المرور يشتري لإبنته حلوى شعر البنات المخزنه في دورات مياه الساحات العامة ويرفض إعطاء إبنة البلد المحتاجة شيئا من الصدقة فمن هم الأولى ؟! ولم يكتفوا بهذا القدر فكثير منهم يقترح فكرة صدقة بسيطة من خلال الذهاب لأحد الأحياء الشعبية والتوجه لأقرب محل بقالة وتسديد دفتر الديون مهلا لحظة ( جيران البقالة من جاليات أخرى نظرا لرخص السكن هناك وتأجير الشركات والمؤسسات شقق لعمالتها المستقطبة ) وماذا يثبت أن المحاسب سيمحي الديون التي على العوائل الفقيرة كما يقول المستنشطين الإجتماعيين بينما لو يأتي طفل يحاول شراء شيئ أو يتسول لم ولن يفكر به أحد من أبناء الجالية المثقفجية فهل ما يتفوهون به في وسائل التواصل الإجتماعي والصحافة صحيح ؟ 

لا يعني هذا أن التسول والمتسولين لهم حق ولا أدافع عنهم ولكن أيها المستنشط الإجتماعي حدث جهلاء المجتمع في نظرك بما يعقل ودع الترهات ولا تشغل بها الآخرون ولا تزعج الأخرون بصورك مع عمال النظافة لتخبرنا بأنك مننت عليهم بقليل من الماء أو البطانيات أو خلاف ذلك ولا تعتقد أن إبتسامتهم هي فرحا بما تقوم به لكن لا شيئ يمنع الإبتسامه التي يفتقر إليها التعامل في مجتمعاتنا , وعلى ذكر المستنشطين إجتماعيا مررنا قبل أيام باليوم العالمي لسرطان الثدي وفي هذا اليوم تسائلت ماذا يفعل بعض الشباب بين أجهزة الفحص الطبي !!

ان مجتمعاتنا في الوقت الحالي أشبه ما تكون قاعدة خشبية تستند على عامود واحد فقط تعصف بها الرياح من كل تجاه لا ينقصها أحد يتحدث في غير تخصصه وقد نقول أن هذا رأيه له الحق في قوله ولكن ” مثقفجيتنا ” يقولون الرأي ويحاولون فرضه على الغير وهذا ما صمت عنه الكثيرين لفترة طويلة ولكني لا أملك أن أقول إلا كفانا الله شر هذه الجالية التي لطالما تحاول إبعادنا عن المكان والزمان الذي يفترض أن نكون فيه .

#تفكيك_الخطاب_المثقفجي

ABDULMAJEEDAMRI